مادا سأقول

لست اعرف ما اقول
ماذا أقول أن سألوني من أكون
أو بماذا أجيب أن قالوا ماذا تريد أن تكون
فإن قالوا ماذا تريد أن تكون فأي خيال يطيق ما أريد
فدوما اردد هل لي أزيد فالأماني كثيرة والحياة أيامها قصيرة
و للأمجاد مشاق وهذا طريق نفسي لا تريده
فدعوني أقول ماذا أريد أن أكون ولا تلوموني بما أريده
فالتلفاز جعل الأماني كثيرة تتغير بتغير القنوات
فحين أشاهد الزعماء
تقبل علي الأماني فالنفس دوما تحب أن ترتقي وبأعلى الأجناس تلتقي فهل الأجمل من أن تصبح رئيس
على بلد تبيع فيه وتشتري
فحين تحضر القمة تلتقي بمن طبعهم علو الهمة
لنتحاور عن حال دولنا التعيسة وفي مجال الاقتصاد نتبادل النقاش وعن مشاريع مشتركة نعلن التعاون لعل وعسى أن نرتقي ،ثم نمشي والكل خلفنا فالصف الأمام خلق لنا
والكل من حولنا يمني النفس ويرتجي أن يتشرف بتقبيل رؤوسنا فذلك شرف لا ينبغي لكل من شرفناه على بلاط حكمنا فكل الشعب قد زار بلاطنا وشرب من فيض كرمنا
ومع كل ذلك لا يكتفي ويريد تقبيل رؤوسنا ، حبنا قد تغلل في قلوب شعوبنا ، وتغيرت القناة ليتغير معها الطموح
فقناة تعرض أشلاء أجسام ممزقة
وعيون أطفال فاضت بالدموع
ونساء يستصرخن شيم الرجال
فتأتي الأماني وتحطم القيود وتعبر الحدود أنت لوحدك أمام الألف الجنود
لتقود جندا يبحثوا عن القائد المفقود
بطل مغوار لا يبالي بنيران الحقود
يصرح ويهدد و بالأعداء يتوعد
برجال للموت قد لبسوا الأكفان وقد عزموا على تحرير الأوطان
فيعلن العدو الاستسلام
فالكل بعد ذلك سيقول بمثلك لن تستطيع النساء أن تلد
وبسرعة التبديل من قناة لقناة
يختلف التفكير
فالأماني جاءت لترتمي بخيال من يريد أن يشتري الأمجاد وهو يمتطي فراش ناعم وطري
فلعبة الإقدام واقصد اللعبة التي يحبها اغلب الأنام
كرة منفوخة والكل يريد أن يلتقط معها صورة فهي مشهورة ومن مالت له تجعله رمز البطولة الذي الناس به مفتونة
فحين ترى الأموال المدفوعة مقابل مستويات مهزوزة
كل فوز يقابله هزائم تشيب الرأس وتحطم الإحساس
ثم يصرح مسؤول الكرة المهم المشاركة بالبطولة والحمد لله ظهرنا بأحسن صورة
فحين تشاهد نجوم الكرة قد رفعوا على المنصات والكل يريد أن يأخذ معهم صورة
حينها تتمنى أنك نجم من نجوم الكرة
وحين تنتهي المباراة وتغير القناة يتغير الطموح فالصورة دموع أحزان تنتظر الإحسان فتى صغير أو فتاة
فحين تظهر على شاشة القناة فتاة بجانبها أبوها العجز حاله والفقر ماله دموعه كل ما يملك لابنته التي أيامها تنزف من مرض عضال ليس لأنه لا يوجد علاج ولكن العجز عن دفع تكاليف العلاج
فتزورك الأماني بأنك رجل من أهل المعالي فمالك بالوجاهة نصبك وفي مجتمعك كبرك
فما أجمل أن تجعل جزء منه لعلاج طفلة تعاني فتلك من الأماني
ثم تغير القناة لتأتي أماني جديدة فالتصفيق مطلب ودوما الكل يعجب بسماع أنا بك معجب
فحين تقف والكل التزم الصمت الكل يريد أن يصغي ويستمع لما تقوله من بحور فيها أبدعت به الحضور أمتعت فيهتز الصمت بوابل من التصفيق ممزوج معه شيء من الصفير فتعرف حينها أنك نجحت وبين الناس اشتهرت
فإن أصررتم أن تسألوا ماذا تحب أن تكون فالأماني كالبحار فأن نفذت البحار فالأماني ستنتهي
ولكن أن سألتموني من أكون
فماذا عساي أقول
أنا من أكون سؤال يجلب لي الجنون
أنا أكون أو أكون أنا وقبل أن أجيب هل يجب على من أصبح (أنا أن يكون)
أنا باختصار أكون
إنسان تزوج الخمول فأنجب الأماني التي للواقع لن تكون
فلن أسألك ماذا تريد أن تكون لان السطور بطموحاتك ستنتهي دون أن ينتهي عندك الطموح
لكن سأسألك وأقول أن سئلت من تكون ماذا ستقول
بقلم : ابن القيم إسحاق قنونة